المولد النبوي ..!!
في مثل هذا الشهر - شهر
ربيع الأول - أشرق النور وبزغ الفجر وولد خير البشر رسولنا محمد بن عبدالله صلى
الله عليه وسلم.
إنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنعمة المسداة يقول الله جل في علاه
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا
مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
[آل عمران: 164].
إنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذي زكى الله به نفوس المؤمنين وطهَّر به قلوب المسلمين،
وجعله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه دائما
أبدًا إلى يوم الدين.
لقد كانت
ولادته فتحًا، وبعثته فجرًا، هدى الله به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد
به من الغواية، وفتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلفًا، وكثَّر
به بعد القلة، وأعزَّ به بعد الذِّلة.
إن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا، أن نطيعه ونتبع سنته، وننفذ أوامره، ونسلك طريقه، ونقتدي به؛ يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، والصواب أن يكون على السنة، والخالص أن يكون لله، وقرأ: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ الكهف: 110 .
يقول الله في كتابه العظيم: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، ويقول سبحانه: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
فلا بد للمسلم من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل بها والانقياد إليها، والثبات عليها؛ ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ))، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((هذه سنتي، فمن رغب عن سنتي، فليس مني ((
عباد الله،
فلنسأل أنفسنا: كم من سنة خالفناها؟ وكم من أوامر عصيناها؟ وكم من حدود تجاوزناها؟
وكم من سنن تركناها؟ وكم من نواهٍ فعلناها؟ فرحماك رحماك ربَّنا بنا.
ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نقرأ سيرته، وأن نتدبر حياته، ونستمع إلى أخباره؛ فإنه صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لنا في أمورنا كلها؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
اقرؤوا عن حياته ومعاملاته وعباداته وغزواته، وهديه مع أهله وطريقته مع أصحابه، وسلوكه مع أعدائه، وتعرفوا على حياته اليومية: كيف كان يأكل، وكيف كيف كان ينام، وكيف كان يفعل في أموره كلها!
فإن سيرته صلى الله عليه وسلم دواء للقلوب وصلاح للعقول، وشفاء للنفوس، وهي التطبيق العملي والتفسير التطبيقي، والنموذج الحي للقرآن الكريم، كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، بأنه كان قرآنًا يمشي على الأرض.
لقد كان مولده صلى الله عليه
وسلم في شهر ربيع الأول عام الفيل، و لا يوجد عيد ميلاد للنبي صلى الله عليه وسلم فإن الأعياد في الإسلام عيدان، عيد الفطر وعيد
الأضحى، وهذا لا يمنع من أن نذكر يوم ميلاده ونفرح به ونستبشر ونصلي فيه ونسلم
عليه، كما نفرح ونصلي ونسلم عليه حينما نذكر هجرته وانتصاره على المشركين ببدر
وبالفتح، وانتصاره على اليهود وإجلائهم من خيبر.
ونحن
حينما نذكره ونذكر مولده فإنما نذكره للتأسي به ولاتباع سنته، والصلاة والسلام
عليه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [ الأحزاب: ٥٦].
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد . وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين
الأئمة المهديين ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي . وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن
التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك
يا أكرم الأكرمين
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك على قراءتك ، ويشرفني ان أقرأ تعليقك أيا كان وفقك الله سائلا الله لي ولك التوفيق والسداد.اخوك : خالد