نفر من قدر الله إلى قدر الله !
يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سِرْبهِ، مُعَافًى في جَسَدِهِ، عندَهُ قُوتُ يَوْمهِ، فكَأَنما حِيزَتْ لهُ الدُّنْيَا) رواه الترمذي وحسَّنه الألباني.
وهدي نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلم هو أكملُ هديٍ عُنيَ بحفظِ الصِّحَّة والوقايةِ من الأمراض، قال ابنُ القيِّم: (ومنْ تأَمَّلَ هَدْيَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجَدَهُ أفْضَلَ هَدْيٍ يُمْكِنُ حِفْظُ الصِّحَّةِ بهِ، فإنَّ حِفْظَها مَوْقُوفٌ على حُسْنِ تَدْبيرِ الْمَطْعَمِ والْمَشْرَبِ، والْمَلْبَسِ والْمَسْكَنِ، والهَواءِ والنَّوْمِ، واليَقَظَةِ والحَرَكَةِ والسُّكُونِ، والْمَنْكَحِ والاسْتِفْراغِ والاحْتبَاسِ، فإذا حَصَلَتْ هذهِ على الوَجْهِ الْمُعْتَدِلِ الْمُوافِقِ الْمُلائمِ للْبَدَنِ والبَلَدِ والسِّنِّ والعَادَةِ، كانَ أَقْرَبَ إلى دَوَامِ الصِّحَّةِ أوْ غلَبَتِها إلى انقِضَاءِ الأَجَلِ) انتهى.
لقد نزل بالعالم نازلة عظيمة وبلاء عظيم ألا وهو: الفايروس المعروف بـ«كورونا» وقد تسبب في حصد كثيرا من الأرواح ولا يزال يحصدها وكبد الدول خسائر مالية ضخمة وقطع سبل المدن وفُرض بسببه حظر التجول في بعض الأوقات وغير ذلك من الأمور التي أثرت في حياة الناس ومع ذلك كله ففي تقدير الله من الالطاف الخفية ما تقصر عن ادراكه الافهام.
وان من
مقاصد الدين الاسلامي العظيم ان يعيش الناس في امن وامان واطمئنان مهما كانت
الاحوال فالمؤمن يوقن يقينا جازما بان تدبير الكون كله بيد الله وانه عز وجل بيده
وحده مقاليد السماوات والارض وان ليس للانسان الا ما سعى وهذا التوجيه يوجب علينا
جميعا الاخذ بالاسباب والحرص على اتخاذ كل اشكال الاحتياط والاحتراز غير انه لا
ينبغي ان يخلق في نفوسنا الهلع والفزع ما دامت تتخذ في مواجهة هذا الفايروس جملة
من الاجراءات والتدابير لمعالجة المصابين به من جهة وللحد من انتشاره من جهة اخرى.
وما أحوج المسلمين اليوم إلى فهم المبدأ العُمَري: “نفر من قدر الله إلى قدر الله”، إن أخذك بأسباب الوقاية هو من أقدار الله، وابتعادك عن العدوى هو من أقدار الله، ومكثك في بيتك هو من أقدار الله… وفي القلب المؤمن تستقر عقيدة تقول: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ)[التوبة: 51]، تستقر هذه العقيدة جنبًا إلى جنب إلى عقيدة: “اعقلها وتوكل”
وبناء
على ذلك نقول: يخطئ من يفرط في الأخذ بأسباب الوقاية، ويخالف سنة رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-، ويحمل في رقبته ذنب من تسبب في نقل الوباء إليهم إن كان يعلم
بمرضه ثم اختلط بالناس متعمدًا…
ولقد تضمنت
كلمة الملك سلمان حفظه الله : " إن توكلنا على الله وعملنا بالأسباب يتطلب
منا مواصلة العمل الجاد في هذا الوقت الصعب والالتزام بما يصدر من الجهات المختصة
من تعليمات وإرشادات هدفها سلامتكم والمحافظة على صحتكم، في سبيل مواجهة هذه
الجائحة، سائلين الله أن تسهم الجهود فى رفع الوباء، وكشف البلاء عن بلادنا، وكل
بلاد الأرض".
ولقد
اعلنت وزارة الصحة عن حملة جديدة بعنوان #نعود_بحذر، بهدف توعية المجتمع بكيفية العودة
تدريجيًا للحياة الطبيعية مع أخذ الحيطة والحذر للحد من انتشار فايروس كورونا
الجديد.
إن شعار نعود
بحذر يعكس مرحلة جديدة للعودة لممارسة الحياة بشكل تدريجي، ويعزز أهمية الالتزام
بالإجراءات الاحترازية، التي يجب اتخاذها أسلوب حياة، إضافة إلى التحذير من
العادات التي توسّع انتشار الفايروس، مع ضرورة تعاون المجتمع، وجميع القطاعات من
أجل اجتياز ھذه الفترة بأمان.
تهدف حملة نعود بحذر الى ايصال عدد من الرسائل للناسم من
أهمها، لبس الكمامة، وتسليط الضوء على أهمية الوقاية عبر استخدام الكمامة القماشية
عند الخروج من المنزل، والتباعد الاجتماعي، وأهمية ترك مسافة آمنة بمسافة مترين
عند الاختلاط بالآخرين، للحد من انتشار فايروس كورونا الجديد، إلى جانب التذكير
والتحذير بأن الجائحة لا تزال مستمرة، مؤكدة أننا نسعى بتكاتفنا والتزامنا
بالأساليب الوقائية للحد منها، إضافةً إلى التأكيد على عدم المصافحة خلال ھذه
الفترة.
ومما
ينبغى الحرص عليه في الحضور الى المساجد تطبيق تعليمات وزارة الشؤون الاسلامية
والتي تساهم في توعية المجتمع وتحول دون انتقال هذا الوباء بين المصلين ومن هذه
التعليمات التباعد بين الصفوف والاتيان بسجادة خاصة والترخيص لمن يخشى على نفسه
الضرر من كبار السن واصحاب الامراض المزمنة ان يصلي في بيته واجرهم كامل بإذن الله
غير منقوص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل
ما كان يعمل مقيما صحيحاً ) رواه البخاري رحمه الله.
ان
الجهات الحكومية تقوم بجهود كبيرة، وتصرف في ضوء ذلك مليارات الريالات، من أجل أن
نتجاوز الأزمة التي هزت العالم.. ومن غير المعقول أن تكون هناك بعض التصرفات التي تقوض كل هذه الجهود، وتساعد في نشر الضرر
حتى اصبحنا نسمع تضرر اسر بأكملها بالفايروس بسبب عدم تقيدهم بالتعليمات والاخذ بالإجراءات
الاحترازية اللازمة. التي تتخذها دولتنا المباركة بتوجيهات حكيمة وتعليمات سديدة
من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الامين حفظهما الله ورعاهما وجزاهما الله
خير الجزاء على مابذلا من جهود جباره للحفاظ على ارواح الناس وحياتهم وصحتهم حتى
اصبحت بلادنا مثالا يحتذى واسوة تقتدى في التعامل مع هذه الازمة.
فالله
الله في التقيد بالتعليمات ومن مصادرها الموثقة الرسمية وعدم اتباع الاشاعات
والاخبار الزائفة التي قد تخلق نوعاً من الارتباك والهلع والخوف بين الناس.
حرر بتاريخ 04 - 06 - 2020
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك على قراءتك ، ويشرفني ان أقرأ تعليقك أيا كان وفقك الله سائلا الله لي ولك التوفيق والسداد.اخوك : خالد