ورقات ادارية ( الورقة الثانية )

عندما ينوي الانسان أن يبني منزلا شخصيا ، يعد لذلك العدة من ناحية الموقع ورأس المال والبحث عن المنازل المتميزة ويشاهد تصميمها ويستفيد من مميزاته ويتجنب عيوبها، ثم يبدأ يبحث عن مكتبا هندسيا يشار اليه بالبنان لكي يضع له الخطة المبنية على الاسس العلمية الصحيحة والتي تحافظ على سلامة المبنى من الانهيار او التصدع على مر السنين، فيتم التركيز على الاساسات الخراسانية والتمديدات الفنية ومن ثم ينتقل من المضمون الى الشكل والمظهر الداخلي والخارجي ورسم الصورة النهائية له.
كل هذه الخطوات يقوم بها صاحب المبني قبل ان يسلم كامل هذه المعلومات الى المقاول الذي سوف يتولى عملية التنفيذ .
ان هذه الاجراءات التي قام بها صاحب المبني كلها تسمى بمرحلة ( التخطيط ) . التخطيط الذي لا يحسنه الكثير من الناس ولا يعرف منه الا الاسم . بل ان البعض لم يمر به التخطيط الا عندما قرر البناء فقط ، وبعد الانتهاء من مرحلة البناء اصبح امر التخطيط مهمة انتهت بانتهاء المبنى والسكن فيه.
ان التخطيط يعتبر من اهم وظائف الادارة ، ونستطيع ان نعرفه بشكل مبسط جدا بأنه : رسم صورة للمستقبل ، او التنبؤ بالمستقبل ) اذا هو ان نضع خارطة لعملنا في المستقبل ، والمستقبل قد يكون غدا او بعد غد او بعد اسبوع او بعد شهر او بعد سنة او بعد سنين.
لذا فالتخطيط ينقسم الى عدة انواع : التخطيط طويل المدى وهو الذي يمتد من عشر سنوات واكثر .
والتخطيط المتوسط المدى وهو الذي يمتد الى خمس سنوات ، والتخطيط القصير المدى وهو الذي يصل كحد اقصى الى سنة واحدة فقط.
وقفة أولى :

عجبي لمن يهتم في التخطيط لبناء منزله ولا يهتم التخطيط لبناء عقله وفكره ، وتربية ابنائه ..!!
والادهى والامر ان ترى مديرا عاما يقود منظمته بطريقة ( كيفما اتفق ) بالمعرفة وبالواسطة (وبدهن السير كما يحلو للبعض يسميه) ولايوجد لديهم خطط واضحة المعالم أو انهم يسرقون جهود غيرهم من الموظفين المخلصين وبلا جزاء ولا شكور وهؤلاء خونة خانوا الامانة والوطن ..!!

ولكي التزم بمنهجي في كتابة هذه الورقات والذي يعتمد على اسلوب التبسيط والبعد عن الاسلوب العلمي فسوف استطرد بعيدا عن المنهجية العلمية ولكي تكون واضحة للافكار للأشخاص الغير متخصصين .
سوف اتطرق الى جانب اخر في التخطيط : بما اننا نتحدث عن التخطيط لعل من المناسب ان نتحدث عن الخطة الخمسية للمملكة العربية السعودية كثير منا يسمع عنها وقد لايعرف عنها شئ.
عام 1395هـ الموافق 1975م اقر الملك فيصل رحمه الله تعالى الخطة الخمسية الاولى ، والتي توالت بعدها الخطط الخمسية للمملكة حتى وصلنا الان الى الخطة الخمسية الثامنة، والتي من خلالها رسمت المملكة خطوات نهضتها طيلة 40 سنة( وهي عمر الخطط السنوية الثمانية ) من التخطيط المبني على اسس علمية دقيقة حتى اصبحت المملكة تنافس دول العالم المتقدمة في كثير المجالات الحياتية المختلفة العلمية منها او الخدمية .


وفقة ثانية :

كثير من الناس يعيش حياته بدون تخطيط ، ويمشي على المثل القائل ( حدها تمشي مشها ) ، ومن اثار ذلك تفاوت الناس فمنهم من حقق اهدافه ومنهم من ينتظر ومنهم من لم يحقق ولن يحقق شئ والسبب شئ واحد وبسيط ( التخطيط ) .

همسه اخيرة :

اذا لم تخطط لنفسك فإن هناك من يخطط لك فاحذر ان تقع فريسة لغيرك وانت بيدك التغيير الى الافضل من خلال التخطيط .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

لحظة الانكسار ..!