العطاء ليس ترفًا… بل ركيزة وطنية

في كل مرحلة من مراحل التحوّل الوطني، تبرز قيمة تتجاوز الأرقام والخطط… إنها قيمة العطاء . ذاك الفعل الذي لا يُنتظر منه مقابل، ولا يُقاس بحجم الظهور، بل بصدق النية وأثر الفعل . وفي زمن تبني فيه المملكة رؤيتها الطموحة 2030، لم يعد العطاء خيارًا فرديًا أو عملًا خيريًا تقليديًا، بل أصبح مسؤولية وطنية ومؤسسية مشتركة، تتقاطع فيها الجهود الحكومية والمجتمعية نحو بناء إنسان واعٍ ومجتمع فعّال . تتجلى هذه المعاني بوضوح أثناء مشاهدة فيلم الرسائل ( Letters from Mother Teresa ) ،الذي يعرض سيرة شخصية نذرت حياتها للفقراء والمنكسرين، رغم ما كان يعتمل في داخلها من ألم وصمت روحي . فالأم تريزا – كما تكشف رسائلها الخاصة – كانت تمر بمعاناة داخلية عميقة، تشكو فيها شعور الغربة عن الله، ومع ذلك لم تتوقف عن العطاء، بل زادها الألم إصرارًا على مواصلة رسالتها . في إحدى رسائلها كتبت : " في داخلي صمت رهيب… لا أجد الله، لكنني أواصل خدمته في وجوه الفقراء ." إنها ع...