المشاركات

قيادة حكيمة وتنظيم ناجح في موسم الحج

صورة
  قيادة حكيمة وتنظيم ناجح في موسم الحج بقلم: د. خالد بن عبدالله الهزاع خبير في الجودة والتسويق الاجتماعي في كل عام، تجتمع ملايين الأرواح في رحلة العمر نحو مكة، ليشهدوا أعظم تجمع بشري على وجه الأرض. وسط هذا المشهد المهيب، حيث تتداخل الثقافات وتتدفق الحشود، يبرز إنجاز لوجستي استثنائي يتطلب أعلى مستويات التنسيق والتخطيط لضمان تجربة حج منظمة وسلسة. تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، تحقق المملكة العربية السعودية نجاحًا استثنائيًا في إدارة هذا الحدث العظيم، حيث سخّرت إمكانياتها وكوادرها لخدمة ضيوف الرحمن بما يليق بهذه الفريضة العظيمة . ومن هذا المنطلق جاءت حملة " لا حج بلا تصريح " ، التي لم تكن مجرد إجراء تنظيمي، بل تحولت إلى نموذج متقدم في فن الاتصال المؤسسي، حيث استطاعت أن تنقل النظام من خانة الالتزام الإجباري إلى قناعة مجتمعية راسخة. بفضل التخطيط المدروس والتنفيذ المتكامل، نجحت هذه المبادرة في الحد من الحج العشوائي، وتحقيق أعلى مستويات التنظيم، مما انعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وسهولة أداء المناسك بيسر وسلام . في موسم الحج، لم ...

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

صورة
  مرت سبعة عشر يومًا… ما بين صمتٍ واكتفاء . صمتٌ ليس لأن ما في داخلي قليل، بل لأنه كثير… لدرجة أني ما عدت أعرف من أين أبدأ . قرأت كثيرًا، استمعت لبودكاستات لا تُشبه غيرها، شاهدت أفلامًا ومسلسلات … بعضها كان مهربًا، وبعضها مواجهة . تعلمت كلمات جديدة بالإنجليزية، وأخرى بالعربية … لكنها لم تكن من القاموس، بل من الحياة . وفي الزاوية الأخرى من هذا المشهد، أفكار كثيرة تتزاحم في رأسي … أمور الحياة، استحقاقاتها، التزاماتها التي لا تنتظر، كلها تطرق بابي بصوتٍ عالٍ، وتحاول سحبي من خلوتي إلى واقعها، حتى وإن كنت أبحث عن هدوءٍ مؤقت ألتقط فيه أنفاسي . كنت أُحادث نفسي وأقول : هل لا بد أن يكون الإنسان متاحًا لكل شيء وفي كل وقت؟ أنا لا أتهرّب… ولكني أحاول أن أستجمع قواي، لأن المواجهة بدون توازن داخلي، ليست شجاعة… بل استنزاف . وفي الزاوية الثالثة، ثمة شيء لا أود الحديث عنه الآن… زعل ساكن، لكنه ساكت . لكن الشيء الحقيقي… ما حدث في يوم عرفة . الحج الأعظم، والموقف الأعظم… وهناك، وجدتني . كأنني كنت غائبًا عن نفسي… وجئت . خلوت في صمتٍ صادق، وقلت لله ما لم أقله لأحد . ما كان حديثًا عابرًا، كان بوحًا من ا...

لحظة الانكسار ..!

صورة
  لحظة الانكسار... مؤلمة ...! لكن لا تجزع.. قد تكون لحظة ترميم للنفس   مثل الأرض المجدبة التي تتشقق قبل أن ينبت منها الزهر، قد يكون هذا الانكسار هو الفرصة التي تنتظرها لكي تمنحك ما تريده   قد يكون هذا الانكسار المنحة التي تمنحك التعافي والقوة احتضن دموعك وانثرها فإنها ليست ضعف، بل هي مؤشر القلب الصادق هي المطر الذي يروي جفاف الروح انها ابجدية القلب عندما تتعلثم الشفاه انها ذبذبات تفهمها الروح بلا صوت   لا تجزَعَنَّ إذا ما الخطبُ أوجعَكم فكمْ بكَسرٍ غدا التّجبيرُ يلتئِمُ و قد يُنعِمُ اللهُ بالبَلوى وإن عظُمَت ويَبتلي اللهُ بعضَ القومِ بالنِّعَمِ      

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

صورة
  يشهد عالمنا اليوم تحولات متسارعة، وباتت منظماتنا تواجه تحديات معقدة تتطلب حلولًا مبتكرة. وفي خضم هذه التحديات، برزت أهمية بيئة العمل الصحية كعامل أساسي ليس فقط لتحقيق النجاح والتميز، بل أيضًا لضمان الصحة النفسية والرفاهية للعاملين، ودعم مسيرتنا نحو تحقيق رؤية 2030. لم يعد علم النفس مقتصرًا على تقديم خدماته للمرضى فحسب، بل أصبح يمتد ليشمل كافة جوانب الحياة المعاصرة، ومن أهمها بيئة العمل. فبيئة العمل السليمة تلعب دورًا حيويًا في الوقاية من التعقيدات والعقد النفسية لدى الموظفين في كافة مستويات الهيكل التنظيمي، وتعزيز إنتاجيتهم وإبداعهم، وتحفيزهم على العطاء والتّطوير . وتكمن الأهمية القصوى على مستوى القيادات، فكما يُقال، "إذا صلحت القيادة صلحت المنظمة". فالقيادات الإيجابية والمُلهمة تُساهم في خلق بيئة عمل صحية تُشجع على الإبداع والتعاون والانتماء، وتُرسّخ قيم الاحترام والتّقدير والتّواصل الفعّال . وتُشير الدراسات إلى أهمية توفير الدعم النفسي في بيئة العمل، فقد أثبتت دراسة أمريكية أُجريت على مجموعة من الطلاب الجامعيين الأصحاء جسديًا حاجة نسبة كبيرة منهم إلى التحدث مع أخصائ...

يوم التأسيس: إرثٌ يُلهمُ مسيرةَ التنميةِ ويُعززُ رؤيةَ 2030

  في الثاني والعشرين من فبراير، تحتفل المملكة العربية السعودية بيومٍ استثنائيّ، يومٍ تتجلى فيه أَمجادُ الماضي وتُضيءُ دروبَ المستقبل. إنه يوم التأسيس، ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وتوحيدها على يد الملك عبد العزيز  – طيب الله ثراهما -. هذا اليوم ليس مجرد احتفالٍ بتاريخٍ عريق، بل هو نبعُ إلهامٍ يستمدُّ منه قادةُ المؤسسات والشركات رؤىً ثاقبةً ومبادئ راسخة، تسهمُ في بناءِ حاضرٍ مُزدهِرٍ ومستقبلٍ واعدٍ، وتُعززُ من مسيرةِ التنميةِ وفقَ رؤيةِ المملكة 2030 . في هذا اليوم الأغرّ، نستحضرُ إرثَ القيادةِ الرشيدةِ التي لم تكن مجرّد إدارةٍ للشؤون، بل رسالةً ساميةً، وإرادةً صلبةً، وعزيمةً لا تلين، سخّرت كلَّ الطاقاتِ لِبناءِ وطنٍ شامخٍ وأُمّةٍ مُزدهرة. يومُ التأسيسِ يُذكّرُنا بقيمٍ أصيلةٍ تُشكّلُ مفاتيحَ النجاحِ في مسيرةِ التنميةِ وتُسهمُ في تحقيقِ المستهدفات .  يوم التأسيس يقدم للمسؤولين نبراساً يهتدون به، ويفتح آفاقًا رحبة من الإلهام، ويمنح كنوزًا ثمينة من الدروس والعبر، لتوجه مسيرة المنظمات نحو القمم، وتحقق أرفع الغايات، وتسهم بفاعلية في ن...

ثلاثة وتسعون عاماً من الشيم !

  ثلاثة وتسعون عاماً من الشيم !    على مر العصور يعتبر لم الشتات وجمع الكلمة تحت راية واحدة؛ من الأمور الصعبة والتي كانت تحرص عليها الإمبراطوريات منذ العهد القديم قبل الميلاد والى العصر الحديث. غير ان الايمان والإصرار والعزيمة والحكمة والشجاعة التي تميز بها الملك عبد العزيز رحمه الله جعلت من المستحيل واقع ملموس يعيشه السعودي على مدى 93عام حتى أصبحت بلادنا المملكة العربية السعودية صاحبة أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين ولله الحمد . ورغم ما يشهده العالم من اضطرابات؛ تنعم المملكة بأمن واستقرار بفضل من الله ثم برؤية حكيمة تحلم وتستشرف المستقبل وتقرأ الواقع بمنطقية مع استحضار للتاريخ والاحداث وتوظيفها من اجل مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح . وقد أكد سمو ولي العهد في لقائه على القناة الامريكية فوكس نيوز بالأرقام؛ بعيداً عن اللغة الانشائية، كيف ان الحلم أصبح حقيقة، ليس هذا فحسب، بل أكد سوف تكون هناك رؤية أخرى (رؤية 2040 )في إشارة منه حفظه الله ان رؤية المملكة الحالية آتت أُكلها . في يوم المملكة الثالث والتسعين؛ اليوم الذي فيه توحدنا تحت راية واحدة وكلمة واحدة؛ نست...

لاتحرك تبلش ..!!

صورة
  في احد المجتمعات المهنية تم طرح موضوع لماذا تتبنى بعض مجالس الإدارة مفهوم : لاتحرك تبلش ! فكانت هذه المداخلة :   إن تداول مفهوم "لا تحرك تبلش" في بعض مجالس الادارة يضعنا أمام تساؤل بالغ الأهمية حول كفاءة مجالس الإدارة والقيادات التنفيذية، وهما عماد التنمية المؤسسية. يشي هذا المفهوم بركون إلى المكتسبات الراهنة وافتقار إلى رؤية استشرافية، وهو ما يجسد عجزًا عن مواكبة التحولات المتسارعة واستثمار الفرص المتاحة. هذا الركود يظهر في غياب استراتيجيات لإعداد الصف الثاني، وتقصيرًا في فهم متطلبات رؤية 2030، التي تحث على المشاركة الفعالة في مسيرة التنمية. في ظل هذه الرؤية الطموحة، يتعين على مجالس الإدارة أن تتجاوز دورها التقليدي، وأن تتبنى نهجًا استراتيجيًا يرتكز على فهم عميق للواقع، وقدرة على اتخاذ قرارات جريئة. يجب أن تتحول هذه المجالس إلى قوة دافعة للتغيير، وأن تكون على استعداد لمراجعة أدائها وتحديد مساراتها المستقبلية، بما في ذلك إعداد خطط للتعاقب القيادي. أما القيادات التنفيذية، فيجب أن تتخطى نطاق العمل الروتيني، وأن تركز على إحداث تأثير ملموس وتحقيق أهداف استراتيجية واضحة. فال...