منتصف العمر… مرآة لا أزمة

 






يقولون إنها أزمة منتصف العمر
وأنا أراها لحظة صدقحين تجلس مع نفسك أخيرًا بلا مجاملة

في العشرين كنت تركض لتُثبت أنك قادر
وفي الثلاثين كنت تعمل لتُثبت أنك ناجح
أما في الأربعين، فأنت فقط تريد أن تكون مرتاحًا

منتصف العمر لا يُخيف، لكنه يُعرّيك
تكتشف كم كنت تجامل الحياة، وكم تنازلت لتبدو قويًا
تكتشف أن كثيرًا مما سعيت خلفه، لم يكن يستحق حتى العناء
وأن الذين صدّقت وعودهم، نسوا حتى طريقك

تجلس مع نفسك فتضحك قليلًا، وتتنهد كثيرًا
تسأل الله ألّا يعيدك لبداية الطريق، لا لأنك نادم… بل لأنك تعبت

في منتصف العمر
لا تبحث عن عددٍ أكبر من الأصدقاء، بل عن علاقات أهدأ
ولا عن مناصب أكثر، بل عن أعمال أصفى
ولا عن متعٍ جديدة، بل عن سلامٍ أعمق

تتعلم أن تتخفّف، أن تقول «لا» دون خوف، وأن تمضي دون تبرير
تتعلم أن تهتمّ بما يبقى، لا بما يلمع
وأن بعض الخسارات كانت رحمة مؤجّلة

منتصف العمر… ليس أزمة كما يظنّون
إنه لحظة نضجٍ يُنقّيك من الزوائد، ويقرّبك من ذاتك
مرآةٌ تُريك حقيقتك بوضوح، بعد أن كان ضباب الحياة يحجبها عنك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

لحظة الانكسار ..!