#تأملات_قرآنية_4






#تأملات_قرآنية_4
( عدم المزايدة على كتاب الله )

يقول الله عز وجل : ۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) ۞   سورة المائدة.
هذه الآية فيها توجيه كريم من رب العالمين للنبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ ما أُنزل اليه ،وقد شهدت له أمته ببلاغ الرسالة وأداء الأمانة ، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل ، في خطبته يوم حجة الوداع ، وقد كان هناك من الصحابة نحو  أربعين ألفا كما ثبت في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ : " أيها الناس ، إنكم مسئولون عني ، فما أنتم قائلون؟ " قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فجعل يرفع إصبعه إلى السماء ويقلبها إليهم ويقول : " اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت " .  
عندما مررت بهذه الاية الكريم، توقفت قليلاً وعلمت بأن البعض من الشباب قد يحملهم الإشفاق والغيرة على الدين على أن يزيدوا عليه ما ليس فيه ، او يفسرون  النصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة دون الفهم الصحيح للآيات ومرادها أو الرجوع للعلماء ومنها هذه الايات الكريمة( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ فقد يرى البعض من قراءته الاولية انه مأمور بما امر الله به نبيه بالتبيلغ ويسقط كافة الايات على نفسها ثم يختمها بقول الله : وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ
ولاشك ان هذا الفهم عقيم وقاصر ، لان الدعوة الى الله فن يجب ان يتعلمه الداعية ولا تأخذه العجلة الى يفسر الايات كما يراها هو ! أو ان يفسر الايات من منظوره هو !


 هذه الآيات الكريمة وغيرها من الايات التي تحدثت عن أهمية التبليغ والدعوة الى الله عز وجل ؛  نحتاجها في عصرنا الحاضر لتحقيق الخيرية التي ميزنا الله بها حيث قال عز من قائل كريما: ۞ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ۞ (110)  آل عمران.  فجعل الله عز وجل أمة محمد خير الامم بميزة عظيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وكلنا نعلم بأن هذه الميزة عندما تخلى عنها قوم من بني اسرائيل لعنهم الله ، يقول سبحانه ۞لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) ۞
وقد ورد في القران العديد من الآيات الكريمة التي تدعوا الى تبليغ رسالة الله وفق محددات وضوابط ومعايير معينة وواضحة حتى يتحقق الهدف المنشود. الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والنظر الى حال المدعوين، واختيار الاسلوب المناسب لإيصال الرسالة.   
نسأل الله ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .

لامانع من نشرها لعل الله ان ينفع بها كاتبها وقارئها. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

لحظة الانكسار ..!