‫#‏تأملات_قرآنية_2‬

تركت الوتس اب وتفرغت للقراءة فوجدت نفسي التائهة ؛ فكانت هذه السلسلة من التأملات ؛ اسأل التوفيق والإخلاص .

يقول الله تعالى : 

( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )

هذه الاية توقفت عندها مراراً وتكرارا .

ويأخذني التفكير بعيداً لقول الشاعر : 

لقد زاد الحياة إلي حبا ... بناتي أنهن من الضعاف
مخافة أن يرين البؤس بعدي ... وأن يشربن رنقا بعد صافي.

الواحد منا لو طلب ابناؤه حاجة من حوائج الدنيا ؛ اخذ في تلبيتها ، ولو كلفه الامر ان يسافر اليها !

وهذا من الحنان الابوي والرحمة التي وضعها الله في نفوس ابناء آدم .

غير ان الله سبحانه وتعالى في هذه الاية العظيمة يوضح آلية ومنهج لو عمل به الاباء
حافظوا على ذرياتهم بعد مماتهم ، وكانوا في رعاية الله وحفظه .

هذه الالية مخافة الله وتقوى الله في القول والعمل ؛ 

مخافة الله في التخطيط لهم ،
مخافة الله في مطعمهم ؛
مخافة الله في ملبسهم ؛
مخافة الله في سرنا ؛
مخافة الله في علانيتنا ؛

يقول ابن عاشور رحمه الله كلاما جميلا :

بَيَّن في هذه الآية أن الذي ينبغي للمسلم أن يدخره لعياله التقوى والصلاح لا المال؛

 لأنه لم يقل فليجمعوا المال وليكثروا لهم العقار وليخلفوا الأثاث بل قال: {فَلْيَتَّقُوا اللهَ} فإنه يتولى الصالحين.

ويقول الشعراوي رحمه الله في هذا كلاما رائعا :
الإنسان حين يترك ذرية ضعيفة يتركها وهو خائف عليهم أن يضيعهم الزمان.

فإن كان عندك أيها المؤمن ذرية ضعيفة وتخاف عليها فساعة ترى ذرية ضعيفة تركها غيرك فلتعطف عليها، وذلك حتى يعطف الغير على ذريتك الضعيفة إن تركتها. واعلم أن ربنا رقيب وقيوم ولا يترك الخير الذي فعلته دون أن يرده إلى ذريتك.

يارب وفقنا لتقواك والعمل في رضاك ؛؛