نماذج مشرقة للفتاة المسلمة ..!!
بقلم : رفعة عمار القرني *
إن الحديث عن المرأة المسلمة؛ ذو شجون حيث انها هي الدرة المصونة واللؤلؤة المكنونة،
جعل لها الإسلام حق البر والرحمة أماً، وفضلها بثلاثة حقوق، وجعل لها حق المعاشرة زوجة،
وحق التربية والشفقة بنتاً وأختاً ، وهي مربية الأجيال وصانعة الأبطال، بصلاحها تصلح
الأمة بل وتتصدر قيادة إصلاح الأمم الأخرى، وبفسادها يفسد كل شيء . الا انه ومع
هذه المكانة العظيمة للمرأة في الاسلام ، ليجد المتأمل لواقع بعض فتيات المسلمين
اليوم ما يثير العجب والاستغراب بل واحياناً الاشمئزاز من بعض السلوكيات التي
يمارسنها ، ويرى تحوّلاً كبيرًا مما كانت عليه فتيات الأمس ، حيث كانت الفتاة
خائفة من ربها محتشمة عفيفة في لبسها ، تسعى ان ترضي ربها سبحانه وتعالى لكي تفوز
بجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ، وسجلوا مواقف لازلت تتزين بها
صفحات التاريخ .
ان
انشغال بعض الفتيات - المبالغ فيه -
بالموضة ، ومتابعة الجديد في عالم الموضة والازياء واجهزة الاتصال الحديثة
، جعل منهم دمية يتحكم فيها الاخرين ، واصبح تقصيرهم مع ربهم لا ينكره اللبيب ، علماً بأن جمال المرأة، وحسن المرأة، وروعة المرأة ليس في ذهبها
وثيابها، وما تحمله من جوال وما تلبسه من ملابس ذات الماركات العالمية، إنما جمالها وحسنها وروعتها في تقواها لربها،
فَنِعْمَ الجمال جمال التقوى.
ولقد سطرت كتب التاريخ الكثير من النماذج المشرقة لفتيات
الاسلام ، فقد اوردت كتب التاريخ الثناء على نساء الانصار ؛ نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء
أن يتفقهن في الدين، فالمرأة داعية بخلقها وبكلمتها اللينة، ولها عبرة بنساء
سبقنها كفاطمة وعائشة وأسماء.
ولقد
اورد لنا القران والسنة المطهرة كثير من النماذج الرائعة ، ففي القران الكريم ،
قصة امرأة فرعون آسية رضي الله عنها وأرضاها
عرفت لا إله إلا الله، وآمنت بالله، فملأت قلبها بالإيمان، وأطاعت الرحمن، وزوجها دجَّال
فاجر كافر، انحرف ودُهْدِه على وجهه في النار، تقول امرأته في نجاء حبيب، وفي دعاء
عجيب: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ
وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11] قال ابن القيم: انظر إليها طلبت الجار
قبل الدار" جوار الواحد الأحد، سكنها: جنة عرضها السماوات والأرض، ملت قصور فرعون؛
لأنها قصور ملعونة، ودار ملعونة، ورجل ملعون، وأرادت جوار الله -عز وجل- فسجَّل اسمها
في الخالدين، وذكرها في العارفين، وبقي اسمها في العالمين يدوي في كتاب رب العالمين
تبارك وتعالى.
جاء
في صحيح البخاري أن امرأة مجيدة، علَّمها النبي صلى الله عليه وسلم ورباَّها، فرضعت
القرآن، وتعلمت الإيمان، وخافت الواحد الديان، وهي أسماء بنت عميس، أتت إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم، فقالت: {يا رسول الله! غلبنا عليك الرجال، يحجون معك، ويجاهدون
معك، ويصلون معك، فاجعل لنا يوماً من نفسك} وقد بوب الإمام البخاري لذلك: (باب: هل
يجعل العالم للنساء يوماً من نفسه؟) فأعطاهن رسول الله صلى الله
عليه
وسلم يوم الاثنين، وما أدراك ما يوم الاثنين؟ يوم يجتمع فيه صلى الله عليه وسلم بالنساء،
فيربيهن ويعلمهن ويجلس معهنَّ.
وهناك من الفتيات من فاقت
كثيراً من الرجال في طلب
العلم، فهذه حفصة بنت سيرين، يقول عنها إياس بن
معاوية: "ما أدركت أحداً أفضله عليها، وقال قرأت القرآن وهي بنت ثنتي عشرة
سنة وعاشت سبعين سنة، فذكروا له الحسن وابن سيرين، فقال أما أنا فما أفضل عليها
أحدًا "
وقال مهدي بن ميمون:
"مكثت حفصة بنت سيرين
ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة أو قضاء حاجة "
وقال ابن
كثير عن أم فاطمة عائشة بنت
إبراهيم: "الشيخة العابدة الصالحة العالمة... كانت عديمة النظير في نساء
زمانها لكثرة عبادتها وتلاوتها وإقرائها القرآن بفصاحة وبلاغة وأداء صحيح يعجز
كثير من الرجال عن تجويده، وقرأ عليها من النساء خلق وانتفعن بها وبصلاحها ودينها
وزهدها في الدنيا"
كانت فتاة الامس
تمارس حياتها الطبيعية وتميزت وابدعت واصبح يشار اليها بالبنان ، ولكنها لم تنسى
بان الله خلقها في هذا الحياة لغاية عظيمة الا وهي العبادة ، ولم تتخلى عن حجابها.
فاقتدي يا فتاة الإسلام
بمن سبقك من الخيرات الصالحات المؤمنات، أسأل الله أن يوفقك لكل خير، آمين.
------------------------
طالبة بجامعة الامام محمد بن سعود
كلية الدعوة والاعلام
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك على قراءتك ، ويشرفني ان أقرأ تعليقك أيا كان وفقك الله سائلا الله لي ولك التوفيق والسداد.اخوك : خالد