لا تلعنوه ..!!

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ان رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبدالله ، وكان يلقب حماراً، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأُتي به يوماً فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به !
 فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لاتلعنوه، فوالله ما علمت إنه يجب الله ورسوله " اخرجه البخاري رحمه الله،
 
وفي رواية لابي هريرة رضي الله عنه : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، قال : " اضربوه " . قال ابو هريرة رضي الله عنه : فمنا الضارب بيده، بنعله ، والضارب بثوبه ، فلما انصرف قال بعض القوم : أخزاك الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لاتقولوا هكذا ، لاتعينوا عليه الشيطان " ،
 
 وفي لفظ آخر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( .. قال رجل : ماله أخزاه الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتكونوا عون الشيطان على أخيكم " )) .
 
وفي زيادة عند ابو داوود رحمه الله تعالى : " ولكن قولوا اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه " ، وزاد فيه ايضا بعد الضرب :" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه :
" بكتوه "  وهو أمر بالتبكيت وهو مواجهته بقبيح فعله وقد فسره في الخبر بقوله :
 " فأقبلوا عليه يقولون له : ما اتقيت الله -عزوجل -، ماخشيت الله - جل ثناؤه - ما استحييت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ارسلوه ". ثم قال ابن حجر :" ويستفاد من ذلك منع الدعاء على العاصي بالابعاد عن رحمة الله كاللعن ...
 
اننا عندما نستعرض معاً هذا المنهج النبوي الكريم في التعامل مع من ارتكب معصية ، فإننا نذكر انفسنا وغيرنا ممن لنا القدرة على التأثير على سلوكه في كيفية التعامل مع الاخرين ، اننا في الدين الاسلامي لانكره العاصي، ولا ندعي عليه ، بل يجب ان نرأف به ونعطف عليه من نفسه الامارة بالسوء ، ونساعده على سلوك المسلك الصحيح الذي يأخذ بيده الى تحقيق الغاية التي من اجلها خلقنا الله في هذه الدنيا ، وننيرله الطريق المؤدي الى الجنة التي هي منازل المؤمنين المحققين للغاية العظيمة التي من اجلها  وُجدنا وخُلقنا .
ان حال الكثير ممن ابتلوا بالوقوع ببعض المعاصي ومايواجهونه من نبذ المجتمع لهم كحال القائل باللهجة العامية ( ترى ماهي ناقصه ) ، لقد اجتمع عليهم تحكم الشيطان في تصرفاتهم وسلوكهم ، ونظرات الازدراء والسخرية من بعض فئات المجتمع هداهم الله
 
انها رسالة لكل متحمس غيور على دين الله ، رسالة للمجتمع بأجمعه شيوخه وشبابه ، نساءه ورجاله ، ان نتقي الله في التعامل مع المخالفين والعاصين ، وان نتعامل معهم بالطريقة التي تعينهم ان يكونوا اعضاء صالحين في المجتمع ولبنات مساهمة في النهضة والبناء .
ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يغادر هذه الحياة الا ووضع لنا المنهج القويم والسليم في التعامل مع المواقف التي نواجهها، فهل نعقل هذا ؟! ونتبع ولا نبتدع ؟!
 
 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

لحظة الانكسار ..!