معكم المحيا ومعكم الممات ..!!

 

 يقول الله تعالى في سورة الكهف الاية رقم ( 28 ) : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )


لقد توقفت عند هذه الآية لاني رأيت فيها خطاباً لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من من ؟ من مالك الملك سبحانه وتعالى . جعلني ارجع الى تفسير هذه الاية في عدد من التفاسير وخرجت بالاتي :

يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :


يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي -أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ( الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.

( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك.

واطلعت على تفسير الطبري رحمه الله ووجدت هذا الحديث الذي يرويه سلمان الفارسي رضي الله عنه ،،


عن سلمان الفارسي، قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عيينة بن حصن،  والأقرع بن حابس وذووهم، فقالوا: يا نبيّ الله، إنك لو جلست في صدر المسجد، ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذرّ وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصوف، ولم يكن عليهم غيرها - جلسنا إليك وحادثناك، وأخذنا عنك ، فأنـزل الله :  وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا  ، حتى بلغ  إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا  يتهدّدهم بالنار ، فقام نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله، فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْني حتى أمَرَنِي أنْ أصْبِرَ نَفْسِي مَعَ رِجالٍ منْ أُمَّتي، مَعَكُمُ المَحْيا وَمَعَكُمُ المَماتُ".

ودي أقول : 

ان الواقع في هذا الزمن المليئ  بالمتغيرات السريعة ليجعل الانسان المسلم في حيرة من امره وبالذات عندما نتأمل واقع الصحوة الاسلامية وما آلت اليه من حالة  تحتاج من اهل العلم والفكر البحث والدراسة بكل تأني لكي تضع خارطة طريق للجيل الذي ينتظر علماء الأمة ان تقود زمام الامور . 
هذا الواقع جعل البعض يحتار في امره ، ويبحث عن سفينة النجاة لفكره ، ولو تأملنا في هذه الآيات الكريمه لو جدنا فيها الحل والعلاج والخلاص  من الحيرة الفكرية .
ان مجالس اهل الصلاح والتقى والخير هو الحل ، وقد وصفهم الله في ابلغ وصف حيث قال عز من قائل كريما : ( الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) ليس هذا فقط بل ( يريدون وجهه ). 
فحري بنا ان نراجع واقع مجالسنا وهل تنطبق عليها هذا الضوابط ، هل اهل المجالس التي نرتادها ممن يذكرون الله ويدعونه في الصباح والمساء ؟ هل اهل المجالس التي نرتادها يريدون وجه الله ؟
اعتقد اننا نستطيع ان نحكم بصلاح مجالسنا من عدمها من ختامها، فإذا كنت في نهاية هذا المجلس مقبل على الله مندفع لعمل الطاعات من قيام ليل وصيام نوافل والعطف على الارامل والمساكين وغيرها من ابواب الخير ، فهذه المجالس التي يحبها الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم . وان كنت في نهاية مجلسك مقبل الى الدنيا وملذاتها مدبر عن اعمال الخير ، فكبر على نفسك اربعا .

همسه : احرص ان تتلمس مجالس اهل التقي والصلاح  وشعارك كما قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ( معكم المحيا ومعكم الممات ) .

نسأل الله ان يجعلنا مخلصين فيما نكتب ونقول .

تعليقات

  1. اسأل الله ان يجعلنا من اهل الخير وقفة جليلة منك يبو عبدالله ومجالسنا تشتكي ولله المشتكى لاهت

    ردحذف
  2. استمتعت بتواجدي في هذه الصفحات الطاهرة ،، أخوكـ

    ردحذف
  3. اخي صاحب التعليق رقم 1 اشكرك اخي الكريم على مرورك ياغالي وشرفتني بالتواجد ياغالي وكان بودي ان شرفتني بمعرفتك ياغالي ، واسأل الله ان يوفقني واياك لكل خير

    ردحذف
  4. اخي الكريم الجميل صاحب التعليق رقم 2 شكرا لك اخي الحبيب بحجم المسافة التي بيننا على تواجدك وتعليقك ، شرفني بمعرفة اسمك ياغالي

    ردحذف
  5. اخي المحب المبارك صاحب التعليق رقم 3 و 4 جزاك الله خير ياغالي على المرور والتعليق وودي ياغالي لو شرفتني بمعرفة اسمك .

    ردحذف

إرسال تعليق

شكرا لك على قراءتك ، ويشرفني ان أقرأ تعليقك أيا كان وفقك الله سائلا الله لي ولك التوفيق والسداد.اخوك : خالد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

لحظة الانكسار ..!