جبال تهامه ..!!

جبال تهامه ,, 
مع قدوم الصيف يستأنس الزائر للطائف ومنطقة الباحة ومنطقة عسير ، بالمناظر الطبيعيه الخلابة التي المتناثرة على سلسلة جبال السراه ، هذه الجبال الجميلة اعتاد اهالي المنطقة على تسميتها بجبال تهامه ، عندما تنظر الى جبال تهامه الشاهقه ، يأسرك جمالها ، وتذكر الله وتعظم الله الذي خلقها ،
جبال تهامه تغزل بها الشعار ، وكتب عنها الادباء ، وسحرت زوارها والتقطوا على قممها وعلى سفوحها الصور التذكارية ،،

جبال تهامه ،،
رغم جمالها الا انني صرت اخاف منها ، تدرون لماذا ؟  لسبب قد تعذروني عندما تعرفونه  وقفت على هذا الحديث : عنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :
(  لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ : ( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) .

في الحقيقة ان هذا الحديث كأني لأول مرة اسمعه ، وارتباط الحديث بجبال تهامه تلك التي اعرفها جيدا ، ولا اجهلها ، زادني تصورا للموقف بشكل دقيق جدا، كوني من اهل المنطقة اعرف تلك الجبال في ارتفاعها وشموخها في السماء ، وضخامة حجمها ، والحديث هنا يقول ان  أناس يأتون يوم القيامه بحسنات في حجمها وكثرتها مثل جبال تهامه، ثم يجعلها الله هباء منثورا ! الله اكبر !! فعلا الامر يحتاج الى وقفة !! رجعت الى المنزل وبدأت ابحث عن صور جبال تهامه ، كوني اقيم حاليا في مدينة ملبورن الاسترالية التي تبعد عن جبال تهامة عشرات الالاف من الاميال ، واستمعت للحديث من خلال رسالة جميلة للشيخ ابراهيم الزيات بعث بها للشباب تحت عنوان رسالة الى الشباب ، وحقيقة لقد جعلني هذا الحديث اقف وقفة جديرة بالاهتمام مع نفسي ، واحدد اين انا من هذا الحديث ، انا لست بسيئ ، وانت ايضا لست بسيئ ، لكني احسب ان من الجدير بالاهتمام ان اقف وتقف ونقف جميعا مع انفسنا وقفة محاسبة ، 

الحديث يذكر ان هؤلاء الذين تصبح اعمالهم هباء منثور ، يقومون الليل ، بمعني انهم وصلوا في عبادتهم لله الى مراتب عليا ومنها محافظتهم على قيام الليل التي لايحافظ عليها الا القلة ، بمعني ان هؤلاء الناس يخشون الله ، ولكنهم ضعفوا ..!! نعم  ضعفوا  امام شهواتهم ..! فهم اذا خلوا مع انفسهم ، وابتعدوا عن اعين الناس ، عصوا الله وارتكبوا مايغضب الله .  يقول ابن القيم رحمه الله تعالى كلام جميل،  يقول  : قد اجمع العارفون بالله ، بان رأس الانتكاسات ذنوب الخلوات . 

ودي اقول : 

لانغتر باعمالنا مهما كانت صالحة ، ونحاسب انفسنا قبل ان نحاسب ، ونراجع نياتنا في الاعمال التي نقدمها ، ونحاول نتقرب من الرفقة الصالحة التي تعيينا على الطاعة ومخافة الله في السر والعلانية .  

كنت احبك ياجبال تهامه ، واستمتع بمشاهدتك ، ولكني الان صرت اهابك واخاف منك !!
يارب ارحم ضعفي يااارب