الواقع العقيم ...!!

هل تمنيت يوما من الايام ان تكون غبيا ... ؟
هل تمنيت يوما ان تكون معتوها .... ؟
على كل حال لابد من ان تشكر الله عز وجل على نعمائه وآلائه ظاهرة وباطنة ،
تشكره أن متعك بالصحة والعافية ..
تشكره على أن أعطاك عقلا مفكرا .. ولسانا ذاكرا ..
فاللهم لك الحمد على نعمة العقل والفهم والفكر والتوفيق والسداد ..
لكن ما أردت أن أقوله هنا معاناة كثير من العقلاء في واقع مجتمعاتهم المتخلفة التي لاترضى الا بالرأي الواحد ، ولاتقتنع الا برأيها ، والصوت القوي هو الغالب والصحيح في كل المواقف . والعادات والتقاليد هي المنهاج والدستور حتى ولو انها اصبحت بالية لم تعد صالحة لهذا الزمان المتطور بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني تقنية وتكنولوجية . فتمر على الإنسان فترة أحيانا يعيش فيها في معاناة مع واقعه الذي يعيشه ، فتعرض عليه وتمر به أمور ومواقف لابد ان يتعامل معها بطريقة معينة . هذه الطريقة تفترض منك أن تكون إنسانا موافقا لكل ما تراه ويعرض عليك من مواقف تؤيدها او لاتؤيدها .
وهذا صعب جدا ، فما العمل وما الحيلة في التعامل مع هذه المواقف ..؟ نعم انها مواقف محرجة، ومتعبة، ومزعجة ..!!
فما امامك الا احد الخيارات التالية /
- ان تكون في مكان الرافض لهذا الواقع فتصبح منبذواً .في مجتمعك ( خارج الزربة كما يحلو للمجتمعات القروية أن تسمي المنشقين عنها ) .


- أو تكون في مكان الموافق لهذا الواقع بخيره وشره وتكون بهذه الحالة في نظر المجتمع انك الكفؤ، والابن البار للمجتمع، ولكنك ستصبح مع نفسك عاقا لعلمك والخير الموجود في داخلك، وللمبادئ التي تؤمن بها، واخليت بأمانة العلم الذي تعلمته طيلة حياتك في المدارس النظامية، او في مدرسة الحياة الكبيرة .

إن من أصعب المواقف التي تقابلك عندما يكون المجتمع بكل مايحمله من مبادئ وأفكار عقيمة متمثل في شخص يعيش معك في داخل منزل واحد .
ليس هذا فقط يكون هو الزوج او الزوجة . إننا أمام مشكلة واقعية نعاني منها يجب على المجتمع يحترم عقلية المتعلم ، ولا يعتمد على دراسة التاريخ في قراءة المستقبل بكل ما فيه . إننا مع التاريخ في وفاق ما أضاء لنا الطريق بمواقفة النبيلة والشريفة والكريمة، وفي اختلاف ما كان التاريخ لنا عائقاً في المضي قدما الى الأمام، والعلامة الفارقة لنا هي مدى تقدمنا فإن كنا سائرين الى الامام فنحن والتاريخ في وفاق ، وان كنا نتراجع الى الخلف فنحن والتاريخ في اختلاف .
لكن انني اجزم بأن التاريخ الذي تعتمد عليه مجتمعاتنا هو تاريخ ليس بتاريخ مشرف في كل حالاته . فهذا التاريخ الذي يعود اليه المجتمع مليئ بالظلم، والقوي يأكل الضعيف ، وقتل وانتهاك للأعراض . فبالله عليكم مالذي سنستفيد من هذا التاريخ وهل سيبني لنا مستقبلنا ؟ وهل التسلي بما كان عليه الناس في التاريخ يسمن او يغني من جوع ؟ انه الضياع ...!! نعم انه الضياع ... !! الضياع في الوقت ، والضياع في المال ، والضياع في النفس . لأننا نلبس ثوبا لا يصلح لنا، ثوبا بالياً فهل عندنا استعداد ان نلبس ثيابا بالية نتنه . .؟؟!!

تعليقات

  1. احبابي زوار مدونتي ...
    اشكر لكم مروركم ويسرني تشريفكم لي ، وتدوين تعليقاتكم على كتاباتي .

    ياهلا فيكم .

    ردحذف
  2. السيد خالد
    أرجو أن تصلك مني تحيتين، واحدة تحية إيمان وسلام وأخرى تحية على طريقتي الخاصة...!متأكد من انك ستحسهاحينما تصلك.

    عندمايمنح الانسان نفسه فرصة للتفكير سيكتشف أنه بمقدوره أن يكون حرا وعندما يؤمن بقدرته على الحرية سيشعر أنه موجود ويستحق أن يكون موجودا!

    أبصر خطوات متسارعة وقفزات محلقة في أفكارك.فهل ذلك من أثر السفر؟ ..أم هو من أثر الحرية؟

    أحيانا أتصور بأن وعثاء السفر وغربة الأرض تخلق ابداع المبدعين.
    وأحيانا أخرى أشعر بأنه ليس السفر هو السبب بل واقع ما بعد السفر (من حرية- وخلوة).

    وايا كان السبب أهنئ بلادنا على المبدعين أمثالك ..وإلى الأمام أيها الكريم.

    أكتبها وأنا أتنفس معك ذات الهواء في ملبورن

    ردحذف

إرسال تعليق

شكرا لك على قراءتك ، ويشرفني ان أقرأ تعليقك أيا كان وفقك الله سائلا الله لي ولك التوفيق والسداد.اخوك : خالد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

لحظة الانكسار ..!