الثور المغمم ...( الثور الملثم )

في قريتي القابعة على سفوح جبال السراه الممتدة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب كانت البقرة والثور لها قيمة اقتصادية كبيرة ، فهي الداعم الأهم للاسرة آنذاك . فالبقرة كان لها اهتمام من نوع خاص يتحدى ماوصل لدى المزارع الدنماركية والنيوزلنديه حيث كانت ربة المنزل تهتم بها اهتمام خاص ، فلا يتم الاكتفاء بتوفير الاكل والشراب لها ، بل امتد ذلك إلى أن تقوم ربة المنزل بتقديم الوجبه لها بيدها ، وفق آلية تعارفت عليها نساء القرية بعد عصر كل يوم .

وفي غرفة مخصصة للزاد الحيواني تسمى ( السفل ) بكسر السين ، كان يقضي اغلب وقته الذكر ( الثور ) ‘ فيحرص اهل المنزل على ان يتم الاحتفاظ به ككنز لايمكن التفريط فيه ، فهو سيد الموقف اذا بدأ موسم الحرث لذا يحرصون ان يحتفظون به بعيدا عن زوجته ( البقرة ) ، ويعطى اكله وشربه في تلك الغرفة بعيدا عنها ، خلال تلك الايام الصعيبة في حياة الذكر ( الثور ) ، يكون اهل المنزل قد وضعوا على وجهه لفافه حتى لايرى موقعه الذي هو فيه ، لحكمه اوردت فلسفة بعضها وبعضه لم اعرفه الى الان . فيكون الثور كالفارس الملثم لايرى شئ من وجهه.
طبعا لابد ان يتم التعامل معه بطريقة جيدة حتى يفك عنه اللثام الذي على وجهه والا ستكون النتيجة ان ( الثور ) عندما يطلق له العنان ويحس بالحرية يصبح هائما منطلقا يتخبط ذات اليمين وذات الشمال ، يصطدم مرة بجدار المنزل ، واخرى ( بالثمالة ) ، وهي عبارة عن جدار مبني من الحجارة ، ومرة اخرى يقع في حفرة وسرعان مايخرج منه من القوة التي يتمتع بها والصحة ، ويهاجم أي شخص يواجهه ظنا منه بأنه عدو ، ولايستمع لأي نداء او أي محاولة تهدئته ، فبالله عليك اخي القارئ كيف ستتعامل مع هذا الثور لو كنت مكان اهل القرية ؟ اترك الاجابة لاخي القارئ .

ودي أقول :

ما اشبه بعض المتطفلين على الكتابة بذلك الثور المغمم كما يحلو لابناء قريتي تسميته .

تعليقات

  1. أخي الكريم راح أتعامل مع الثور بكل هدوء حتى أستطيع أن أسحب تلك اللثامه .. ربما هذا هو الحل لا أدري

    تقبل مروري وإعذرنا على التقصير

    ردحذف
  2. أتصور أن الثور في حالة التحرر الجديدة من الطبيعي أن يضطرب ويكسر ما حوله لكن من المنطقي أنه سيهدأ بعد فترة من الاضطراب وسيعود إلى حالته الطبيعية كثور عامل حارث


    من ملبورن

    ردحذف

إرسال تعليق

شكرا لك على قراءتك ، ويشرفني ان أقرأ تعليقك أيا كان وفقك الله سائلا الله لي ولك التوفيق والسداد.اخوك : خالد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيئة العمل الصحية ضرورة نفسية وإدارية في منظماتنا المعاصرة

سبعة عشر يومًا… ولقاءٌ غير متوقع مع نفسي

لحظة الانكسار ..!