رسالة عتاب من مغترب ...

هذه الرسالة كانت رسالة ارسلتها وكنت اعتصر الما من داخلي ، وكنت فيها اعاتب اخي وصديقي .. فقلت له ..

الحمد لله الذي قرب البعيد ، وسهل الصعيب بقدرته سبحانه ، وجعل كل شي بقدر ، فله الحمد حتى يرضى ، وله الحمد اذا رضي ، وله الحمد بعد الرضى ، حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لااله الا الله وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ان للغربة لوعه ، ولها حرقة ، ولها سمة تميز الغريب عن غيره . كيف لا ، فالغريب يعيش الوحده بعيدا عن الصديق والقريب ، ودفء الزوج الحبيب.
اننا بالحياة ، غرباء نعيش الغربة ولم نشعر بها ، نعيش الغربة ولم نتعايش معها. لقد عشنا الحياة بكل مافيها من ملذات احلها الله لنا ، من باب استغلال اللحظة بكل مافيها. هذا الامر جعلنا لا نستشعر او نحس بما حولنا من غرباء، بل زاد جهلنا بالغربة عندما تعاملنا مع الغريب كأنه شخص صاحب نفسية عاليه ، وقسونا عليه وتعاملنا معه كأنه شخص منا وفينا وغلطته تعتبر من المصائب التي يجب ان يعاقب عليها ، وعقوبه يجب ان تكون قويه من اجل ان يكون عبرة لغيره .
غربة عجيبة ، عندما يعيش الانسان الغربة في عالم يحيطه من كل جوانبه كل صديق ورفيق ، كل قريب وبعيد ، كل اطفاله كل اقرانه وعلى القمة الزوج . عجبي !!
ان الغريب له حق في غربته على المقيمين في الاوطان ، لكن الغربة وصلت لا بعد من ذلك .

اخي الحبيب ...

الغربة لها وعليها ، ما لغيرها .
حكمت على غائب بناء على حاسة ، يغلب عليها مساعدتك في مواقف كثيرة ولكنها في ظني لم تصب الحقيقة هذه المرة .
لنا من الرصيد مايحمي علاقتنا من الشك .
الاخوة الصادقة ، لها معاني تعجز المعاني العربية ولغات الدنيا ان تصفها.
العتاب بين الاخوة ، مطلب لان العتاب صابون القلوب كما يقال .
شطحت اخي الحبيب ، وكأنك تميل الى الهجوم فعلى رسلك ، وارفق بإخيك.
عندما عتبت عليك ، فكان عتاب محب.
الزمن كان زمن امتحان ، هل تجاوزناه بنجاح؟ لا استطيع ان احكم .
المحب عندما يلتقي باحبابه ، يظهر لهم الحب والبهجه ، ولا يلوم ويعتب . وعفا الله عما سلف.
للغربة أحكام ، لو استشعرت ذلك ستجد الحل للاسئلة التي جعلتك تعجز في حل اللغز المحير لك .
دمت أخا .