وكيل آدم على ذريته ..!!

وكيل آدم على ذريته ..؟!؟

هل مرت بك هذه المقولة من ذي قبل ؟ اذا لم تمر عليك فأنت اذا لست ممن يحشُر نفسه في امور الاخرين !
 او ممن لم يتدخل في امور الناس ناصحا او ناهيا !

هذه المقولة دارجة بين بعض العوام ، وعادةً تُطلق هذه المقولة في كلمة الاستنكار والتثبيط للاخرين الذين يحاولوا ان يساهموا في مساعدة الاخرين . فكلمة وكيل تعني التفويض ، وآدم يعني أبونا آدم عليه السلام ، ذريته :المقصود به البشر . والمعني : انك لست وكيلا مفوضا من آدم عليه السلام لتكون مراقبا او متابعا او متدخلا في شؤون البشر . وورود ذكر ابو البشر آدم عليه السلام  يعبرعن الدور الابوي الذي يقوم به الاب تجاه ابنائه من متابعه ومراقبة وتوجيه .

واذا تأملنا واقعنا المعاصر، الذي تميز بالسرعه في كل شي . فلقد اصبح انتقال المعلومة بين الناس مهما كانت المسافة بعيدة سهلة جدا، فكل الذي تحتاج اليه ان تستخدم احد وسائل التقنية الحديثة من جوال او انترنت لكي توصل ماتريد ايصاله الى الاخرين وبسرعة البرق.

ومن سلبيات هذه التقنية انتشار المعاصي بشكل سريع لم يحدث في أي عصر من العصور، فما ان تحدث هذه المعصية في امريكا في اقصى الشمال الا وقد علم بها الناس في استراليا ونيوزلندا في اقصى جنوب الكرة الارضية. وهذا الامر يجعل من الانسان احيانا ان يتقدم بطلب ليكون فعلا وكيلا رسميا لآدم عليه السلام على ذريته. والسبب ان آدم عليه السلام لا يرضى ان يرى ابنائه بهذا الانحطاط الاخلاقي ، والتفكك الاجتماعي ، الذي نشاهده في عصرنا الحاضر يغضب ربنا عز وجل .

ان التوجيه بهذه الوكالة أتى من رب العباد ومن رسول الهُدى والرحمة ، فيقول ربي وربكم : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) لماذا هذه الخيرية ؟ ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ). اذا خيرية الامة التي ننتمي لها سببها اننا امة نقوم بواجبات الوكالة عن آدم عليه السلام على ذريته. 


بل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. اذا ليس لي ولك عذرا في ان نكون وكلاء لآدم عليه السلام .